إسطنبول – الناس نيوز :
نظّم مركز “مسارات للحوار والتنمية السياسية” ندوة اقتصادية تخصصية تحت عنوان: “سيناريو الإعمار الروسي على الطريقة الفيتنامية في سوريا وشروط نجاحه” قدمها المستشار والخبير الاقتصادي الدكتور أسامة قاضي، وعدد من المشاركين والأكاديميين، ويسَرت اللقاء الاعلامية ميديا حمدوش.
وحرصت جريدة “الناس نيوز” الأسترالية الإلكترونية أن تحدث الدكتور قاضي عن سيناريوهات إعادة الإعمار المتوقعة بحسب الظروف الجيوسياسية الموجود حالياً في سوريا وهي: السيناريو الأول: سيناريو إعادة الإعمار بألمانيا الغربية وذلك إن بقيت مناطق النفوذ مقسمة بين تركيا وأمريكا، مثال عن (ألمانيا الغربية) ومناطق النفوذ الروسي مثال عن (ألمانيا الشرقية) وتلك الرؤية قد تتحقق وربما لا.
السيناريو الآخر وفقا لرؤية قاضي هو انتصار روسيا وانسحاب القوات الأمريكية والتركية، وتطبيق السيناريو الفيتنامي لإعادة الإعمار في سوريا.
كما أشار الدكتور قاضي إلى أن الحرب التي قامت في فيتنام هي حرب بالوكالة بين شمال فيتنام (الاتحاد السوفيتي) وجنوبها (الولايات المتحدة)، حيث انتصرت قوات الشمال على الجنوب المدعومة أمريكيا ً بدعم من الاتحاد السوفيتي.
ونوّه الدكتور أسامة إلى أن مساحة فيتنام تبلغ ضعف مساحة سوريا، بالإضافة إلى أنها تحتوي 54 مجموعة عرقيّة مختلفة ومتفرقة، ويمتلكون أراضي زراعية بنسبة ٣٤% مشابهة للأراضي الزراعية في سوريا، حتى أن الحرب استمرت 19 سنة، دمرت كل المدن الصناعية وغالب المدن والبلديات، إضافة لكل محطات الطاقة الكهربائية، والموانئ، والجسور، وآلاف من الهكتارات الزراعية فهي كارثة حقيقة في فيتنام خلال حرب.
واستمرت الحرب الفيتنامية 20 سنة، أسفرت عن مقتل مليون ونصف المليون عسكري ومدني، لكن الحرب انتهت وأُعيد توحيد فيتنام عام 1975، بقيت فيتنام معزولة تحت العقوبات تعيش على المساعدات التي يقدمها الاتحاد السوفيتي باقتصاد منهار منهك.
ولفت الدكتور قاضي إلى أن اقتصاد فيتنام بدأ بالنهوض بعد سقوط الاتحاد السوفيتي 1991 حيث بدؤوا بإدارة اقتصادهم، والانفتاح على العالم، وتضاعف نمو الاقتصاد وأصبحت فيتنام الآن مقر للشركات وللاستثمارات العالمية حتى أصبحت تنافس الصين في الواقع الحالي.
وأشار الدكتور قاضي إلى أن سوريا أيضاً لا يمكن أن تنهض اقتصادياً في حال انتصرت روسيا، والعقوبات العالمية تملأ سوريا، فلا بد أن تتعلم روسيا من خطأ الاتحاد السوفيتي الذي كسب الحرب ولكنه خسر اقتصادياً، فلا بد من وضع نظام اقتصادي، يبدأ بطي صفحة العقوبات العالمية على سوريا تستفيد منها روسيا اقتصادياً، وتنهض سوريا من الكارثة الإنسانية والاقتصادية.
وأكد أنه لا يمكن لروسيا أن تعتمد على نظام حكم عائلة الاسد والنهوض بالاقتصاد السوري بنفس الوقت، ولا يمكن لروسيا أن تقطف ثمرة اقتصادية كفيتنام مع الإبقاء على النظام السوري الطائفي المثقل بالعقوبات الاقتصادية.
وختم الدكتور أسامة قاضي أنه يجب التصالح مع الدول للنهوض بالاقتصاد السوري، حتى لو كان سيناريو إعادة الإعمار على التجربة الفيتنامية، وأكد يجب نشر التوعية السياسية والتثقيف السياسي والاقتصادي، للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تتعرض لها سورية.
شارك في اللقاء عدد من الناشطين والأكاديميين، وتم تخصيص وقت لسماع مداخلاتهم ومشاركاتهم، والتي أجاب عليها الدكتور أسامة لتعميم ملخص وفائدة الندوة على الجميع.
والدكتور أسامة قاضي، هو مستشار اقتصادي دولي، ورئيس المجموعة البحثية مجموعة عمل اقتصاد سوريا، التي نشرت أكثر من 30 تقريراً اقتصادياً معمقاً، وقام بتدريس الاقتصاد في الجامعات الأمريكية والإماراتية، وله العديد من المحاضرات والكتب والمقالات الاقتصادية، بالإضافة إلى التواجد الإعلامي الكثيف في الإعلام العربي والدولي في الشأن الاقتصادي السوري والعربي والدولي.
ومركز مسارات للحوار والتنمية السياسية يعنى بالتوعية والتأهيل والتمكين، ويعنى بتمكين الشباب السوري من أدوات الممارسة السياسية والتنظيمية ضمن إطار الرؤية الوطنية الشاملة.