إن شلل الأمم المتحدة في عدم تطبيق 13 قرار أممي وستة بيانات رئاسية بحق النظام السوري في الشأن السياسي أمرٌ مُقرفٌ، ولكن انحياز الأمم المتحدة في الشأن الإغاثي بات وقحاً أمام مخالفة صريحة على الأقل للقرارات 2139 لعام 2014، و 2165 لعام 2014، و 2191لعام 2014، و2254 لعام 2015، و2258 لعام 2015، إضافة إلى أن حصار المدن تعد مخالفة صريحة لمقررات جنيف الرابعة وتجويع الناس حسب تلك المقررات هي جريمة حرب.
لقد قامت 56 منظمة (في 15 يونيو 2016 ) بتقديم مذكرة إدانة لأداء الأمم المتحدة وبطريقة احترافية لتظهر انحيازاً تشمئز منه النفوس، وصحيفة الغارديان كتبت مؤخراً بهذا الخصوص، وللإضاءة السريعة جداً على المشهد الإغاثي السوري المرعب
إليكم أمثلة من منظمة الأغذية العالمية :
-
في أبريل 2016 : 88 % من أغذية الأمم المتحدة وزعت بإشراف النظام – 12 % ذهبت للمناطق خارج سيطرة النظام
-
في فبراير 2016 : 93% من أغذية الأمم المتحدة وزعت بإشراف النظام – 7 % ذهبت للمناطق خارج سيطرة النظام
-
في مارس 2016 : 95 % من أغذية الأمم المتحدة وزعت بإشراف النظام – 5 % ذهبت للمناطق خارج سيطرة النظام
-
في سبتمبر 2015 : 98 % من أغذية الأمم المتحدة (نعم 98 بالمائة!!) وزعت بإشراف النظام – 2 % ذهبت للمناطق خارج سيطرة النظام
-
في أغسطس 2015 : 99% من أغذية الأمم المتحدة (نعم 99 بالمائة!!)وزعت بإشراف النظام – 1 % ذهبت للمناطق خارج سيطرة النظام
إليكم بعض حقائق حدثت على بُعد أقل من نصف ساعة من مقر الأمم المتحدة في دمشق!!:
* عام 2015 فقط 1.4% من السوريين تحت الحصار قد تم الوصول إليهم من قبل الأمم المتحدة
* 414 سورياً ماتوا جوعاً في المناطق المحاصرة. (فنعم ماتوا جوعاً في القرن الحادي والعشرين !!)
* حتى أوائل عام 2016 وبينما السوريون يموتون في مضايا لم يتم إدراج مضايا من قبل الأمم الممتحدة كمنطقة محاصرة!
*قبل أربعة شهور من دخول أية قافلة للأمم المتحدة إلى مخيم اليرموك…الأمم المتحدة أزالت اسم المخيم من قائمة المدن المحاصرة!
* بعد الكثير من الضغط على الأمم المتحدة – مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (الأوشا ) تكرمت برفع عدد السوريين المحاصرين من 350 ألف إلى 486700 سوري، بينما منظمة مراقبة الحصار (سيج واتش مقرها واشنطن) قدرت عدد المحاصرين بأكثر من مليون حسب معايير الأوشا، وأن هنالك 1.4 مليون سوري في ظروف مشابهة للحصار، وأن هنالك 46 تجمع سوري تحت الحصار وليس فقط 15 تجمع كما ذكرته الأمم المتحدة..
* هنالك 8 % من السوريين يصعب الوصول إليهم…
*سعر 440 غرام حليب في دمشق 500 ليرة سورية ، في مضايا 36000 ليرة (ارتفع سعره 7100 %) ، في داريا 29400 ليرة.
* سعر كيلو الرز في دمشق 500 ليرة سورية، في مضايا 5000 ليرة وفي داريا 8820 ليرة (ارتفع سعره 1664 %)
* هنالك 255250 سوري وصلتهم إغاثات الأمم المتحدة مرة واحدة!!!.
إليكم بعض الوقائع:
* لذر الرماد في العيون أعلنت الأمم المتحدة إعفاء منسق الشؤون الإنسانية في سوريا يعقوب الحلو، من منصبه قبل نحو عام من الموعد الافتراضي لانتهاء مدته في حزيران/يونيو 2017…لكن آليات توزيع الإغاثات لم تتغير.
* مؤتمرات الأمم المتحدة الإغاثية التي عقدت في الكويت لايُدعى إليها السوريون (مؤخراً في مؤتمر لندن حضر ثلة قليلة من المنظمات على استحياء وبالكاد بصفة مراقب بعد شق الأنفس!)
* لاتوجد آليات للتأكد من كيفية وصول المساعدات للسوريين خاصة الذين يقصفهم النظام بالأسلحة الكيميائية والفراغية والعنقودية والفوسوفرية وغيرها في مناطق خارج سيطرة النظام.
* لايوجد أي تقرير يفيد عن حجم الإغاثات التي سرقت وبيعت في الأسواق! والتي استخدمت تحت إشراف المؤسسة العسكرية!
*دول أصدقاء الشعب السوري لاتزال تُصر ّعلى تقديم كل أو معظم منحها عبر مؤسسات الأمم المتحدة…(يمكن لنزاهتها في التوزيع!)
*مابين 2013-2015 صرفت الأمم المتحدة أكثر من 3 مليارات دولار داخل سورية … *900 مليون دولار من أصل 1.1 مليار عام 2015 صرفت عبر مؤسسات النظام) ذهبت لدعم النظام السوري (بعضهم مؤسسات أسماء ورامي حسب الغارديان) تحت مسمى إغاثة .
*عام 2016 طلبت الأمم المتحدة 3.18 مليار دولار من أجل تطبيق سياساتها “الإغاثية” داخل سوريا.
* هنالك شواهد على استخدام الإغاثات لدعم الآلة العسكرية للنظام (الإغاثات الأممية التي وجدوها في مدرسة المدفعية وغيرها نموذجاً)
تبقى هنالك عدة أسئلة تحتاج إجابات أممية واضحة سأذكر ثلاثة منها فقط:
-
هل هنالك تواطؤ أممي لدعم النظام السوري ومساندة حكومته – تحت المسمى الإغاثي – التي تدير المناطق التي يسيطر عليها من خلال إسكات حاضنته الشعبية عن طريق تأمين ماينقصه من غذاء ودواء،ودعم نشاطاته الاقتصادية (زراعة إسكان…الخ) عبر الأمم المتحدة، وتقوم الأمم المتحدة بمساعدة النظام على حرمان كل السوريين خارج سيطرته إغاثيا واقتصادياً بعد قصفهم وزعزعة أمن مناطقهم بطريقة اقل ماتوصف بأنها وحشية؟
-
هل على السوريين أن يُشجّعوا على مقاطعة مؤتمرات الأمم المتحدة الإغاثية مالم تُظهر آليات “غير مقززة” لطريقة توزيعها على اللاجئين والنازحين والمظلومين في الداخل السوري أينما كانوا؟
-
أخيراً هل للمراقب أن يستنتج أن هنالك اتفاق أممي على إبادة الشعب السوري؟